برشلونة على حافة الهاوية وكومان في قلب العاصفة

 برشلونة، قارب مخمور: مرّة أخرى أُهين أول من أمس في مسابقة دوري أبطال أوروبا بخسارة مذلّة على يد مضيفه بنفيكا البرتغالي (0-3). مثقل بالديون ويتيم بدون نجمه وقائده الأسطوري الدولي الارجنتيني ليونيل ميسي، يغوص برشلونة في أزمة لا نهاية لها يمكن أن تكون قاتلة لمدربه الهولندي رونالد كومان القريب من الإقالة بعد عام من استلامه المهمة.


إنها أسوأ بداية في تاريخ مشاركات برشلونة في المسابقة القارية العريقة حيث مني بخسارتين متتاليتين وبنتيجة واحدة بثلاثية نظيفة أمام ضيفه بايرن ميونيخ الالماني في الجولة الأولى وأمام بنفيكا في لشبونة في الثانية.


لم يخسر النادي الكاتالوني مباراتين متتاليتين في دور المجموعات بمسابقة دوري أبطال أوروبا منذ أيلول (سبتمبر) 2000.. عندما حطّ ميسي الشاب والمراهق وقتها الرحال في كاتالونيا.

في مباراتيه الأولين في المسابقة الأم هذا الموسم، لم يسدّد برشلونة أي كرة بين الخشبات الثلاث، وبالتالي لم يسجّل أي هدف فيما استقبلت شباكه ستة أهداف، فتعرّض لصفعتين مدويتين.

“كارثة تامة”، “في وضع حرج”، “مدمّر”، “هذا كابوس”.. تلك هي عناوين الصفحات الأولى من وسائل الإعلام المدريدية والكاتالونية التي لم تتأخر في توجيه سهام نقدها الشديد إلى الفريق الكاتالوني ومدربه الهولندي إلى حد أنها طرحت العديد من الأسماء لخلافته في مقدمتها نجم خط وسطه وقائده السابق تشافي هرنانديز المدرب الحالي لنادي السد القطري.


دافع كومان (58 عاما) عن نفسه عقب المباراة بقوله “النتيجة يصعب تقبلها. إنها لا تترجم ما رأيناه على أرض الملعب”، مضيفا “لن أناقش مستوى هذا الفريق. الكل يعرف مشكلة برشلونة اليوم. لا يمكنك الحكم على فريق لم يعد مثلما كان منذ بضع سنوات”.


المدير الفني الهولندي الذي تم تعيينه في صيف العام 2020 بدلاً من كيكي سيتيين لإعادة برشلونة إلى أمجاده الغابرة، يواجه عاصفة غير مسبوقة من الانتقادات.

وبحسب صحيفة “سبورت” الكاتالونية، التقى رئيس النادي جوان لابورتا ومستشاروه المقرّبون في مكاتب النادي حتى الساعة الرابعة فجرا، بعد عودتهم من لشبونة ليلاً، لتقرير مستقبل المدرب السابق للمنتخب الهولندي.


لكن وفقًا لصحيفة “موندو ديبورتيفو”، لن يتم اتخاذ أي قرار على الفور، لا سيما بالنظر إلى قرب خوض الفريق لقمة المرحلة الثامنة من الدوري الإسباني مساء يوم غد ضد مضيفه أتلتيكو مدريد حامل اللقب بقيادة نجمه المعار من برشلونة الدولي الفرنسي أنتوان غريزمان والذي انتزع فوزا غاليا من مضيفه ميلان الإيطالي (2-1) الثلاثاء في الجولة الثانية للمسابقة القارية العريقة.


ولكن ما هي الثقة التي يحظى بها كومان الآن؟ اختيارات المدير الفني الهولندي يوم الأربعاء لمحاولة إعادة برشلونة إلى أجواء المباراة عقب تخلفه 0-1 بعد ثلاث دقائق من اللعب لقيت استقبالاً سيئاً جدا في كاتالونيا.


قام كومان بإخراج قطب دفاعه جيرارد بيكيه في وقت مبكر وتحديدا بعد نصف ساعة من انطلاق المباراة، خوفًا من تلقيه بطاقة حمراء عقب نيله صفراء مبكرة. أعاد لاعب الوسط فرنكي دي يونغ إلى مركز قلب الدفاع، في وقت كان فيه الأخير الوحيد الذي خلق مشاكل في الهجوم وفي منطقة جزاء النادي البرتغالي.

ونسي كومان الشاب المعجزة أنسو فاتي على مقاعد البدلاء وهو الذي كان قد سجّل لتوه في عودته الكبيرة من الإصابة في نهاية الأسبوع الماضي ضد ليفانتي في الدوري المحلي.

بعدما دقَّ ناقوس الخطر الموسم الماضي عندما مُني برشلونة بخسارة مدوية أخرى أمام باريس سان جرمان الفرنسي 1-4 في شباط (فبراير) في كامب نو، بات النادي الكاتالوني مطالبا بالتفكير مرّتين قبل إقالة مدربه: سيكلّف ذلك 14 مليون يورو خزينة برشلونة الذي يعاني من ديون ثقيلة بقيمة نحو 1.35 مليار يورو على المدى الطويل.


وقال كومان المرتبط بعقد مع برشلونة حتى صيف 2022 “أشعر بدعم اللاعبين وسلوكهم. البقية لا أعرف. من جانب النادي لا أعرف”.


دعمه لاعبوه بالفعل عقب صافرة النهاية. قال القائد سيرجيو بوسكيتس: “نحن في وضع حرج حقًا. سيكون من السهل جدًا إقالة كومان، لكن لدينا جميعًا مسؤوليات”.


من جهته، قال فرنكي دي يونغ: “لا أعتقد أن تغيير المدرب يمكن أن يحل أي شيء”.

ومع ذلك، فإن الصحافة الكاتالونية طرحت بالفعل أسماء الخلفاء المحتملين للفني الهولندي: يبدو أن أسطورة كامب نو، تشافي، المدرب الحالي للسد في قطر، يمسك بالحبل، لكن أيضا الإيطالي أندريا بيرلو، الحر منذ نهاية الموسم الماضي عقب إقالته من منصبه مدربا لفريقه السابق مواطنه يوفنتوس في أيار (مايو)، وروبرتو مارتينيز المدرب الإسباني للمنتخب البلجيكي. -(أ ف ب)